جهات مشبوهة تستولي على المدن العريقة بالمغرب

كشفت مصادر مطلعة أن حوالي 60 ألفا من سكان المدينة القديمة بمراكش غادروها إلى خارج الأسوار أو إلى الضواحي خلال السنوات الست الأخيرة، وذلك بسبب إقدام الأجانب على شراء الدور، وخاصة الرياضات في هذه المنطقة الحساسة المصنفة تراثا عالميا من قبل منظمة اليونسكو، وبسبب التزايد العمراني للساكنة وتكوين أسر جديدة. واستندت المصادر حول هذه الإحصائيات على اللوائح الانتخابية الجديدة التي تضمنت حوالي 40 ألف تشطيب، حيث يعتمد مقر السكنى كآلية وحيدة للتسجيل في تلك اللوائح، مشيرة أن 20 ألفا الأخرى تتضمن الأطفال والذين ليس لهم حق التصويت. وانتقل عدد المصوتين في لوائح سنة 2003 من 160 ألف مسجل إلى 120 ألف مسجل سنة ,2009 وهو رقم حسب مستشار جماعي ومرشح للانتخابات المقبلة يجب التدقيق فيه لكون المدينة القديمة فرغت من أهلها حسب تعبيره. من جهة ثانية وعلى خلاف باقي العقارات في الأحياء الجديدة، أكد صاحب وكالة عقارية بالمدينة القديمة أن الرياضات المملوكة لأجانب لم تتأثر بالأزمة العالمية، ولا تجد أي أجنبي يبيع محل إقامته إلا بأسعارها المرتفعة، وفي جل الأحيان يكون المشتري أجنبيا أيضا. وتعرف مدينة مراكش تنامي توافد السكان الأجانب عليها، إذ بلغت أعدادهم حسب إحصاءات غير رسمية أزيد من 25 ألفا نسمة، وكانت مجلة فرنسية قد ذكرت أن أعداد الفرنسيين الذين استقروا في الأشهر الستة الأولى من سنة 2006 وصل إلى حوالي 10 آلاف نسمة، بعضهم خاصة من المتقاعدين اتخذ المدينة مقرا دائما لسكناه، والبعض الآخر ينتقل بينها وبين مدينته بفرنسا، وخاصة مدينة باريس، حتى إن عمدة مدينة الأنوار قال في لقاء صحفي بمراكش لقد أصبحتم تسرقون منا سكان باريس. وليس الفرنسيين من يستقرون، إذ هناك أجانب من جنسية إسبانية وبريطانية وسويسرية وألمانية وبعضهم من المشاهير. ويرى العديد من المتفائلين أن استقرار الأجانب بالمدينة سبيل لامتزاج الحضارة الغربية بالحضارة العربية وللتنمية الشاملة، معتقدين أن الثقافة المغربية لها من الحصانة ما يكفيها لكي تقي نفسها من تأثير أي وافد بل قد تؤثر فيه، حتى يذكر أن الكثير من الأجانب اعتنقوا الإسلام وبدؤوا يلبسون الجلباب ويتعاملون مع بقال الحي ومقدمه، فيما يرى المعارضون أن هذا الاستعمار الجديد يؤثر على النسيج العمراني والأثري للمدينة، خصوصا وأن بعض الأجانب لا يحترمون العادات والتقاليد، ومستواهم المالي أثر على معيشة السكان المحليين الذين ضاقت بهم السبل من خلال ارتفاع الأسعار، كما أن تجاوزات هؤلاء الأجانب الأخلاقية وصل صداها إلى المحاكم، وأيضا لا يحترمون القوانين أثناء إعادة بناء الدور والرياضات، ويبنون الأقبية مما يؤثر على المنازل المجاورة، ومنها من انهار جراء ذلك. كما تواجه السياحة الوطنية مشاكل مع هذه الإقامات في المدينة، حيث لا يصرح في أغلب الأوقات بالوافدين عليها من السياح، مما جعل والي المدينة ينبه إلى الأمر ويهدد باتخاذ الإجراءات اللازمة.

» إسلام فرنسية بالمغرب
» رمضان بالمغرب بين العبادة و اللهو
» رسالة إلى أصحاب الزرواطة بالمغرب ( المخزن )